اكتشاف رفات ٢١٥ طفلا يعيد للأذهان تاريخ إبادة السكان الأصليين في كندا

عثر في كندا على رفات 215 طفلا في أرض تابعة لمدرسة داخلية سابقة أنشئت قبل أكثر من قرن لدمج السكان الأصليين للبلاد، وفقا لما أعلنته قبيلة محلية.
وقالت قبيلة “تكيملوبس تي سكويبيمك” في بيان نشر الخميس إن أحد الخبراء استخدم رادارا يرصد ما تحت الأرض لتأكيد وجود رفات التلاميذ في الأرض التابعة للمدرسة قرب كاملوبس في مقاطعة كولومبيا البريطانية.
وقالت الزعيمة القبلية روزان كازيمير إن “بعضهم لم يتجاوز الثالثة”، واصفة الأمر بأنه “خسارة لا يمكن تصورها تم التحدث عنها ولكن لم يتم توثيقها أبدا” من قبل مسؤولي المدرسة. وأضافت أنه من المتوقع نشر النتائج الأولية لهذا الكشف في تقرير الشهر المقبل.
وفي هذه الأثناء تعمل القبيلة مع أطباء شرعيين ومتاحف في محاولة للوقوف على ملابسات ما حدث والعثور على أي سجلات لهذه الوفيات.
كما أنها تحاول التواصل مع المجتمعات التي جاء منها التلاميذ في جميع أنحاء كولومبيا البريطانية وخارجها.
من جهته، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عبر تويتر مساء أمس الجمعة إن اكتشاف الرفات “يفطر قلبي”، وأضاف “إنها ذكرى مؤلمة لهذا الفصل المظلم والمشين من تاريخ بلادنا”.
The news that remains were found at the former Kamloops residential school breaks my heart – it is a painful reminder of that dark and shameful chapter of our country’s history. I am thinking about everyone affected by this distressing news. We are here for you. https://t.co/ZUfDRyAfET
— Justin Trudeau (@JustinTrudeau) May 28, 2021
Residential schools were part of a colonial policy that stole Indigenous children from their communities. Thousands of children were sent to these schools and never returned to their families. The loss of children who attended these schools is unthinkable.
1/3
— Carolyn Bennett (@Carolyn_Bennett) May 29, 2021
وأعادت الوزيرة الكندية للعلاقات بين التاج والسكان الأصليين كارولين بينيت التأكيد على رسالة ترودو، معلنة تقديم الدعم الحكومي للعائلات والمجتمعات الأصلية من أجل “تعافيهم في الوقت الذي نكرم فيه أقاربهم الذين خسرناهم”.
وكانت “مدرسة كاملوبس الداخلية للهنود” الأكبر من بين 139 مدرسة داخلية أنشئت أواخر القرن الـ19، وكانت تتسع لـ500 تلميذ وتلميذة.
وأدارت الكنيسة الكاثوليكية المدرسة نيابة عن الحكومة الكندية بين عامي 1890 و1969.
عشرات آلاف الضحايا
وأُجبر نحو 150 ألف فتى وفتاة من السكان الأصليين على الانخراط في هذه المدارس، حيث تعرضوا لإساءات جسدية واعتداءات جنسية وتم تجريدهم من ثقافتهم ولغتهم.
وقد قامت لجنة الحقيقة والمصالحة في كندا بتحديد أسماء أو الكشف عن معلومات تتعلق بـ3200 طفل على الأقل قضوا نتيجة سوء المعاملة أو الإهمال أثناء وجودهم في مدرسة داخلية، لكن العدد الدقيق لا يزال مجهولا.
وقدمت أوتاوا عام 2008 اعتذارا رسميا عما وصفته اللجنة لاحقا بـ”الإبادة الجماعية الثقافية”، وذلك في إطار تسوية وصلت قيمتها إلى 1.9 مليار دولار كندي (1.6 مليار دولار أميركي) تم دفعها لطلاب سابقين.